Powered By Blogger

الأربعاء، 20 يوليو 2011

الثعلب و العنب المر رؤية جديدة

     درسوا لنا فى صغرنا قصة الثعلب الذى كان يمشى فى الغابة هائما جائعا ، و وجد عنقودا من العنب المتدلى يبدو شهيا جدا ، ظل يحاول أن يقفز ليناله ، و لكن هيهات ، فالعنب بعيد المنال.
نظر الثعلب إلى العنب قائلا : من المؤكد أنه مر الطعم.
بغض النظر عن حقيقة أن الثعالب لا تأكل العنب عادة ، و لكن فى هذه القصة درسوا لنا الثعلب على أنه يخدع نفسه ، يعجز عن نيل الشيىء فيزعم الزهد فيه. (قصير الذيل كما نقول فى مصر)
و لكن للحقيقة هذا الثعلب قام بعمل معالجة معرفية لمشكلته ، و هذه المعالجة مفيدة لبعض الناس ، فهو لم يقض يومه متحسرا على العنب الذى لم يحصل عليه ، و لا قضى عمره باكيا تحت شجرة العنب آملا فى معجزة تسقط العنب له ، و لا ندب حظه كونه قصير القامة عن بلوغ العنب ، و لا لام غيره على عدم قدرته  كلوم أهله مثلا لعدم تعليمه التسلق أو عدم تأمين مستقبله ببناء بستان من العنب له.
بل فعل الشيىء الوحيد المنطقى ، مضى للبحث عن هدف متاح و منطقى ، و لكى يقلل الحزن عن نفسه افترض أن العنب مر و هو فرض جدلى قد يصح و قد لا يصح ، بينما لو افترض أن هذا العنب هو أجمل عنب الكون لما كفاه كل عنب الكون عوضا له.
كم منا يقضى عمره بحثا عن عنب لا يوجد ، و كم منا يضيع بساتين زاهرة من أجل عنقود مجهول.
و كم منا "قصير الذيل" كالثعلب.

تطبيق بصرى للقصة
فضلا اضغط على الصورة لمشاهدتها بالحجم الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق