Powered By Blogger

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

دنيا جديدة --- كلام عن الاكتئاب

عرضنا فى التدوينة السابقة القصة القصيرة " دنيا جديدة"  للكاتب محمود تيمور
رابط للقصة

بطل القصة كما يظهر للجميع فى حالة نفسية سيئة و تقريبا مكتئب ، و هذا الأمر لا يحتاج لمتخصص كى يقوله.
و لكن للحقيقة القصة تبرز أحد المعالم البارزة فى الاكتئاب و المعروفة لدى المتخصصين بثلاثية بيك Aaron Beck Triad و التى تظهر بوضوح شديد على مدار القصة و تشكل تقريبا نصفها الأول ، و الثلاثية هى :
 - رؤية سلبية للذات (الأشياء سيئة لأننى سيىء)
- رؤية سلبية لتجارب الحياة ( الأشياء كانت سيئة دوما)
- رؤية سلبية للمستقبل ( سيظل الفشل رفيقى دوما فى المستقبل) 
يظهر هذا أكثر ما يظهر فى كلام بطل القصة عن حيوان ما قبل التاريخ الذى يترصد به ، و يعيقه ، رؤيته  لنفسه بلا مستقبل ، و يتبلور كل هذا فى حل الانتحار.
الفكرة التى طرحها البطل حول أن الموت هو أعظم انتصار على الحياة ، و النشوة التى كان يشعر بها و هو يقترب من النيل كما شرح ، هو نوع من أنواع الخداع المعرفى الذى يمارسه مريض الاكتئاب لاشعوريا ، و هو جزء من أعراضه.
أهمية ثلاثية بيك التى شرحناها سريعا ، ليست تشخيصية ، بقدر ما هى علاجية ، فالعمل على تصحيح هذه الثلاثية ، و تعديلها هو قلب العلاج السلوكى المعرفى لمريض الاكتئاب  (Cognitive Behavioural Therapy (CBT 
و تعديل المفاهيم المغلوطة لدى المريض ، و إبدالها بمفاهيم صحيحة ، و نماذج سليمة مع التدرب على تطبيقها ، و تدقيق الأفكار السلبية و حصرها و حصارها يساعد كثيرا فى التحسن.


و لكن الخبر غير الجيد أن النهاية السينمائية المبهجة التى انتهت بها القصة ، ليست حقيقة أو ممكنة من الناحية الطبية ، فمريض الاكتئاب الذى يفكر فى الانتحار ، 
و درجة يأسه و اكتئابه عالية كبطل القصة ، لن يلاحظ جمال من أنقذها ، فضلا عن أن يجد فى نفسه عزما على إنقاذها ، و لن يعظها ببلاغة عن جمال الحياة.
و حتى لو حدث هذا ، فإن تحسن حالة هذا المريض الوقتية ، بمؤثر خارجى كما حدث فى قصتنا ، لن يعنى استقراره ، فأفكاره المغلوطة ما زالت حاكمة و متحكمة بعقله ، 
و تؤدى دورا هاما فى انتكاسه و عودة أعراضه بشدة.
(مثل المريض الذى يعالج من الاكتئاب بعلاج دوائى فقط ، يظل تحسنه أقل من المريض الذى عولج بمزيج من العلاج الدوائى و العلاج النفسى معا).


الإحصائيات العالمية تخبرنا أن الاكتئاب و اضطرابات المزاج هى أعلى الأمراض النفسية تسببا فى الانتحار ، و تصل النسبة 15 % ، 
بينما المتوسط العالمى 0.125 % فقط .
و الاحصائيات تخبرنا أيضا أن من تصيبه نوبة اكتئاب ، فإن فرصة إصابته بنوبات أخرى تبلغ 75 % ، و العدد الكلى غالبا حوالى 5 نوبات فى العمر ، فترة النوبة حوالى 10 شهور ،  تقل بالعلاج.
الخبر الجميل وسط كل هذه الأرقام :
50 % من المرضى يتحسن تماما
30 % يتحسن جزئيا
20 % يتخذ المرض صورة مزمنة لديه.
ما زال هناك أمل :)

فى التدوينة القادمة : اختبر نفسك للاكتئاب

For Psychiatrists Only:
A Suicidal patient was present on this story, apparently serious, yet showing some puzzling symptoms, having mood congruent hallucnations , presistent suicidal ideation, yet in a second, once he saved the girl, showed inflated self esteem, pathological grandiosity !
Good News it's not for exam, would have been tpp bad for us.   
     
      

هناك تعليق واحد: